Sunday, May 11, 2008

استعمار كوكب الأرض


" تررررررررررن " ...... " مممممممممم ... " ...... " هي الساعة بقت كام ؟!! " ...." بسم الله الرحمن الرحيم .... نويت صلاة الفجر ..." ..... " بسم الله .... اللهم ديمها علينا نعمة يارب العالمين ... " ..... " الحمد لله " .....
" كل يا ابني افطر !!! " -
الحمد لله يا ماما .... أنا كدة شبعت .... أقوم ألبس بأة-
وبعد أن انتهيت من هذا السيناريو اليومي الذي يحدث وبكل دقة .... انطلقت من منزلي إلى بحور- الدوسيهات – التي تنتظرني في الأرشيف الذي أعمل به منذ سنوات من تخرجي من كلية العلوم قسم جيولوجيا .... والحمد لله أتقاضى ما يكفيني بل يزيد !!! لا ...لا...لا تفهم خطأ ...أنا لا أكذب ... معك حق أني تجاوزت الثلاثين ولم أتزوج بعد ... لكني أمتلك جميع المقومات اللازمة كي – أكمل نص ديني – ولكني مازلت أبحث عن – بنت الحلال - !!!! " ااااااااااااه " ... تقصد ملابسي ... بالفعل إنها تجاوزت أن توصف بالمهلهلة بمراحل ....ولكن هذا تواضع لا أكثر !!!!!!
وفي طريقي بعد أن خرجت من الأنقاض التي أسكن فيها .... وارتفعت إلى إحدى الشوارع العمومية ... وجدت مفاجأة تنتظرني .... ما هذا ؟؟ ما الذي حدث ؟!! من هؤلاء؟!!من هذة الوحوش الضخمة ؟!! أين البشر ؟!! أين أنا ؟!! نعم !! إنها اللافتات!!إنها المحلات !! إنها الشوارع !! لكن .... أين البشر ؟!! هل حدث استعمار لكوكب الأرض من قبل المخلوقات الفضائية ؟!! .... " من هـــؤلا...." ... وفجأة ولا إراديا قبل أن أتم العبارة ... نظرت إلى أعلى ... واتسعت عيناي ...وشحب وجهي ... وكاد أن يتساقط لحمه ... إنها تقترب ...ستلحق بي ...سأنتهي ....وفي أقل من الثانية قفزت بعيدا .... متفاديا قدم هذا الوحش ... قبل أن تنال مني .... وأخذت أجري بعيدا عن هذا المكان .... ولكن ... لا جديد ... فالشوارع ملئانة بهم ....يأكلون بعضهم البعض ....يدمرون ....يخربون ....ولا مكان للصغار أمثالي ... أقصد- البشر- ....فلقد أصبح قانون هذا الكوكب " البقاء للأقوى " ....
كل هذا دار في عقلي وأنا أجري بكل قوة .... وأتلفت خلفي كي أطمئن أنه لا يوجد من يلحق بي ....ويلتهمني كما يفعلون ... ولكن لسوء الحظ ...وأنا ناظر خلفي اصطدمت بقدم أحدهم ...فأحس بي ... فالتقطني ...ثم وضعني على يده ... ورفعها أمام عينيه ....واقترب أكثر وأخذ يحملق في بغرابة شديدة ...وكأنه يقول " من هذا؟!! من هذا المخلوق الغريب ؟!!" ...ولكن لحسن حظي ... لم ألبث أمام عينيه كثيرا ... حيث أطاح بي زفيره بعيدا عنه قرابة ميل .... وسقطت في ذلك الشئ الغريب .... ما هذا الشئ ؟!! ... كأنه نفق ...أرضه مستوية ناعمة ... به فتحه في سطحه عند إحدى جانبيه .... وبينما أنا أتفحص هذا الشئ .... حتى تبينت لي هويته عندما تهيأ أحدهم لأن يدخل قدمه في هذا الحذاء .... فأخذت أجري بأسرع ما يمكن ... حتى أجد مخرجا ...قبل أن يدخل قدمه وأغادر بلا عودة ... ولكن وأنا أجري علقت بجدار الحذاء ... ولم أستطع التحرر ... فاستسلمت لقدري ...وأتت القدم المنتظرة .....فحملتني معها في المقدمة ...بأقصى سرعة ...إلى مقدمة الحذاء ...فأغمضت عيناي ....وانتظرت القضاء ..ولكن ...لم يحدث شئ ...فقد توقفت قدمه قبل أن أرتطم بمقدمة الحذاء ...وعندما فتحت عيناي .... وجدت ضوءا يأتي من أعلى ...وعلى ما يبدو أنه هناك مخرج ... فأخذت أتسلل حتى وصلت إلى هذا الثقب ... وخرجت منه ...وقفزت من فوق الحذاء ...إلى ...إلى ...كف هذا الوحش الذي ينتظر خروجي ... فهو يعلم بوجودي منذ البداية ...فامسكني من قدماي ...ورأسي إلى الأسفل موجهة إلى فمه المفتوح عن اخره ... ثم تركني ... تركني أسقط في ظلمات فمه بين أسنانه الأحد من السيف ....... )

* لااااااااااااا ...أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... إيه الكابوس الجميل دة ...هي دي الفكرة اللي بدور عليها ...الساعة دلوقتي 8 ....يعني باقي ساعتين على الطبع ... أقوم ألحق أكتب المقالة علشان تلحق تتنشر .....
هل أصبحت " الأخلاق " سببا في - النحافة - الاجتماعية والمادية ....أم " الفساد " هو السبب في - التخمة - التي تصنع من حشرات - صغرا - إلى حيوانات - تفكيرا - لا يفكرون إلا في إشباع غرائزهم فقط ...
هل سيستمر صغرنا وكبرهم ؟!! هل سننقرض ؟!! أم ماذا سيحدث لنا ؟!!سيأكلوننا ؟!! أم سنموت تحت أقدامهم ؟!!!
إلى متى ؟!!إلى متى سنظل في هذا التيه ؟!! ....إلى متى سنظل داخل - قفص - التفكير في - الأنا - ....إلى متى سنستمر في قتل شبابنا بسبب الجحود المادي ....إلى متى سيرفض كل أب شابا في مستهل حياته زوجا لابنته ...لأنه مازال صغيرا ...لأنه يريد لابنته وحشا من هؤلاء الوحوش ....ليغرقها في بحور أمواله التي - نهبها - من " مص " دماء البشر ....إلى متى؟!! إلى متى سيظل المال هو الطعام ... من يأكله يكبر ومن " يتجرعه " ينقرض ...إلى متى سيكون المحرك الأساسي لنا .... لتصرفاتنا ....صداقاتنا .... عملنا ..... حتى عواطفنا ... هو " المادة " ....إلى متى سنظل في كتابة هذة المقالات ؟!!! ....إلى متى ؟!!! ....إلى متى؟!!! ....صدقوني ....لا أعرف ........
وبعد أن انتهيت من كتابة المقالة ...تركت أوراقي على مكتبي ودخلت إلى غرفة النوم كي أبدل ملابسي ...
ثم رن جرس التليفون ...... وذهبت زوجتي لترد عليه ...
- ألو ... أيوة يا نهى ازيك ...بقولك إيه قوليلي طريقة عمل المكرونة بالبشمل
.... حاضر اكتبي +
....طيب معلهش ثواني ...هكلمك من المكتب علشان أجيب ورقة وقلم -
خلاص ماشي .... - ياللا قولي +
.....أول حاجة نجيب+

وبعد أن انتهت المكالمة
مين اللي بيتكلم يا حبيبتي ؟ *
دي نهى صاحبتي -
طيب أنا هروح الجرنال وجاي على طول *
ثم أخذت الأوراق من على مكتبي وانطلقت إلى الجريدة .....
******* ******************* داخل الجريدة ******************************
سعيد ....سعيد *
أيوة يا فندم .... * خد الورق دة وديه على المطبعة على طول -
حاضر يا فندم -
الثامنة صباح اليوم الذي يليه
وفي الصباح أخذت أتصفح الجرنال كالعادة .... واتجهت إلى الصفحة الأخيرة .... " مقال رئيس التحرير " ..... " طريقة عمل المكرونة بالبشمل " .....ما هذا ؟!!! مالذي حدث ؟!!! .... وفي أقل وقت ممكن كنت في الجريدة ....بملابس النوم ....كي - أنقذ ما يمكن إنقاذه - .... ولكن ... كنت متأخرا ...فاتهمت بالإهمال والاستهتار و ...و ....اترفدت .....
وفي سيارتي وأنا عائد إلى البيت ....
دق جرس هاتفي ....
ألو .... – أيوة يا أحمد أنت فين ... أنا صحيت من النوم ملقيتكش *
لا مفيش ... أنا جاي دلوقتي *
طيب بقولك إيه ... كان فيه ورق على مكتبك مكتوب فيه " طريقة عمل المكرونة بالبشمل " ... هو فين ؟!! أنا كنت حطاه على مكتبك ، أصلي مش فاكرة الطريقة ...
افتحي الجرنال .... واقري الطريقة يا حياتي .....بقولك إيه *
أيوة -
.............. أنتي طالق ...طااالق ....طااااااااااااااااااااااالق
*

No comments: